في عالم تتنافس فيه الوجوه على الأضواء، استطاعت التونسية عزة سليمان أن تحجز لنفسها مكانًا بارزًا، ليس فقط بفضل ملامحها الجذابة وأناقتها الراقية، بل أيضًا بشخصيتها القوية واختياراتها المهنية الذكية التي جعلت منها واحدة من أبرز عارضات الأزياء التونسيات في السنوات الأخيرة.
وُلدت عزة سليمان في 4 عام 1998 في تونس، واختارت دخول عالم الموضة، لتخوض فيه تحدّيًا جديدًا أثبتت فيه أنها أكثر من مجرد وجه جميل.
في فترة قصيرة، خطت عزة خطوات ثابتة في عالم عروض الأزياء، وبرزت كأول تونسية تعرض لدار الأزياء العالمية "شانيل"، في لحظة وصفتها بأنها "حلم تحقق". لم تكن تلك التجربة مجرّد مشاركة عابرة، بل كانت نقطة تحول في مسيرتها، فتوالت بعدها العروض والفرص في كبرى المنصات.
لكنّ جمال عزة لا يقتصر على المظهر فقط، فهي أيضًا ناشطة في قضايا المرأة، وسفيرة للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، مما أضفى على صورتها بُعدًا إنسانيًا ومجتمعيًا، وجعل منها قدوة للشابات اللاتي يسعين للنجاح دون التنازل عن مبادئهن.
شاركت عزة أيضًا في بعض الأعمال الدرامية التونسية، وبرزت بشكل خاص في مسلسل "أولاد مفيدة"، حيث أظهرت موهبة تمثيلية واعدة، قبل أن تُعلن اعتزالها التمثيل لاحقًا، مفضّلة التركيز على مسيرتها في الأزياء والعمل الإنساني.
وعادت عزة إلى الساحة الفنية من خلال مشاركتها في مسلسل "الفتنة" لسوسن الجمني و الذي عرض في رمضان 2025 وحقق نسب مشاهدة مرتفعة.
وجذب أداء عزة اللافت انتباه الجمهور والنقاد على حد سواء.
في إحدى التدوينات على فيسبوك، أشار أحد المتابعين إلى أن "أكثر حاجة شدت انتباهي هي تمثيل عزة سليمان في مسلسل الفتنة، الي بالرغم الدور صغير لكن وتاها برشة و بلغتنا العامية ڤدت الدور على احسن وجه" .
هذا يعكس مدى تأثير أدائها حتى في الأدوار الثانوية.
من خلال مشاركتها في "الفتنة"، أظهرت عزة سليمان قدرتها على تجسيد الشخصيات بعمق وإقناع، مما يعزز من مكانتها في الوسط الفني التونسي.
عزة سليمان ليست مجرد عارضة أزياء ناجحة، بل تمثل جيلًا جديدًا من الشابات التونسيات اللواتي يجمعن بين الأناقة والوعي، بين الطموح الشخصي والمسؤولية المجتمعية. ومن تونس إلى العالمية، تستمر رحلتها بإصرار وجمال، تروي قصة فتاة آمنت بنفسها، فآمن بها العالم.