يُعدّ سامي الفهري أحد أبرز الوجوه في الساحة الإعلامية التونسية، فقد استطاع أن يفرض نفسه بقوة خلال السنوات الأخيرة، سواء من خلال برامجه التلفزيونية أو أعماله الدرامية التي أثارت اهتمام الرأي العام وخلقت تفاعلاً واسعًا لدى الجمهور.
ورغم الجدل الذي صاحب مسيرته، فإن نجاحه وتأثيره في المشهد الإعلامي لا يمكن إنكاره.
البدايات والمسيرة الإعلامية :
بدأ سامي الفهري مسيرته في مجال الإعلام كمخرج وكاتب سيناريو، ثم تحول لاحقًا إلى منتج ومقدم برامج. كانت بداياته الأولى متواضعة، لكنه عرف كيف يشقّ طريقه بذكاء، مستغلًا قدراته الإبداعية وجرأته في الطرح.
تألق لأول مرة أمام الجمهور من خلال برنامج الألعاب الشهير "دليلك ملك"، الذي عرف نجاحًا كبيرًا على قناة الحوار التونسي، وجعل من الفهري اسماً مألوفاً لدى التونسيين.
تجربة الإنتاج الدرامي :
لم يكتف الفهري بالإعلام التقليدي، بل توجه إلى عالم الدراما، حيث أنتج وأخرج مسلسلات لاقت نسب مشاهدة قياسية، مثل "كلام الناس"، "أولاد مفيدة"، و"الفلوجة".
تتميز أعماله الدرامية بطابعها الجريء، حيث تعالج مواضيع اجتماعية حساسة، ما جعله عرضة للنقد من جهة، ومصدر إعجاب من جهة أخرى.
سامي الفهري والجدل القضائي :
لم تمر مسيرة سامي الفهري دون عراقيل، فقد واجه عدة قضايا قانونية، من بينها قضايا تتعلق بالفساد المالي واستغلال المال العام، واعتُقل أكثر من مرة، ما أثار موجة من الجدل في الشارع التونسي.
في نظر البعض، يُعد الفهري ضحية لنجاحه وجرأته في نقد الواقع السياسي والاجتماعي، بينما يرى آخرون أنه تجاوز الحدود القانونية والأخلاقية في بعض ممارساته الإعلامية والمالية.
تأثيره في الإعلام التونسي :
سواء أحببته أم لا، لا يمكن إنكار أن سامي الفهري ساهم في تجديد المشهد الإعلامي التونسي.
فهو أول من أدخل أسلوب "الدراما الرمضانية" بشكل حديث، ونجح في كسر الصورة التقليدية للمسلسلات التونسية.
كما أنه كان من بين أول من راهنوا على البرامج الترفيهية التي تجمع بين التشويق والجرأة.
شخصية مثيرة للجدل :
سامي الفهري شخصية مثيرة للجدل بطبعها، يصفه البعض بـ"الذكي والمخادع"، بينما يراه آخرون "مبدعًا ومجددًا".
هو نموذج للرجل العصامي الذي صنع نفسه بنفسه.
حياته الخاصة :
رغم شهرته الواسعة، يحرص سامي الفهري على إبقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء في معظم الأحيان.
وهو متزوج من أسماء الفهري، التي تُعتبر بدورها شريكته في عدد من المشاريع الإعلامية والإنتاجية.
وقد أظهرت زوجته دعمًا كبيرًا له، خاصة في فترات محاكمته وسجنه، حيث لعبت دورًا هامًا في تسيير أمور قناة "الحوار التونسي" التي أسسها.
ويُعرف الفهري بقربه من عائلته، وحرصه على الحفاظ على روابطه العائلية رغم ضغوط العمل والمشاكل القضائية.
قناة الحوار التونسي : مشروع العمر
تُعدّ قناة الحوار التونسي أحد أبرز إنجازات سامي الفهري، حيث تحوّلت في فترة وجيزة إلى واحدة من أكثر القنوات مشاهدة في تونس.
اعتمدت القناة على أسلوب عرض عصري وجذاب، ومزجت بين الترفيه والجدية، ما جعلها تحظى بجماهيرية واسعة. الفهري لم يكن فقط مدير القناة، بل كان العقل المدبر وراء العديد من البرامج الناجحة، مثل "لمن يجرؤ فقط"، "حكايات تونسية"، و"برنامج 50/50"، وغيرها.
لكن القناة واجهت تحديات قانونية كبيرة، وصلت إلى حد تجميد ممتلكاتها والتحقيق مع عدد من مسؤوليها، بسبب اتهامات تتعلق بصفقات غير قانونية بين القناة ومؤسسات إعلامية حكومية.
تأثيره الفني والثقافي :
ساهمت أعمال سامي الفهري في إعادة تعريف الذوق العام للمشاهد التونسي، فقد ركز على طرح قضايا اجتماعية حقيقية تمس الشباب والمجتمع.
ورغم أن بعض النقاد يعتبرون أعماله "مليئة بالمبالغة"، فإن الكثير من المشاهدين يرون فيها انعكاسًا واقعيًا للحياة اليومية.
كما فتح الباب أمام عدد من الوجوه الشابة في التمثيل والإعلام، وساهم في اكتشاف مواهب جديدة كان لها دور في تطوير الدراما التونسية.
طموح لا ينتهي :
تشير بعض المصادر إلى أنه يعمل على إنتاج أعمال مشتركة مع قنوات عربية، وقد عبّر في أكثر من مناسبة عن رغبته في تصدير الدراما التونسية إلى الخارج، وجعلها تنافس الإنتاجات العربية الكبرى.
كما يُتوقع أن يدخل قريبًا عالم السينما من باب الإنتاج والإخراج، وهي خطوة أخرى قد تُضاف إلى مسيرته الغنية.